كل صباح تنتظرين عودته، ترسمين مشهد استقباله في الحلم، تغيرّين في ملامحه كي يبقى الأمل مزروعاً في التفاصيل. هو الصورة الثابتة التي لا تتغير. تغسلين وجهك بماء انتظاره مع كل صلاة، تستعيدين رائحته في الغرفة المعتمة، تاركةً التفاصيل المزروعة في مخيلته كي لا تخونه الذاكرة.
هو الآن هناك، في منفى يذرف الأيام انتظاراً، سيعود إلى المكان الذي حلم به، لن تلحظي تجاعيد العمر التي قتلت ملامحه، سيعود إليك شاباً كما رحل، سترين صورتك في عينيه وتستعيدين كل لحظة خطفتها منك الذاكرة على غفلة.
هو الآن، يحمل صورتك في قلبه، يشدّ عليها، يقبّل جبينك ويهديك وردة طال انتظارها لكنها لم تذبل بعد.
"كل عام وأنت أم..."