28‏/09‏/2010

أشبه أيلول


وحلّت حياة بيننا، لم نعد أطفالاً ننظر إلى المباني الشاهقة بذهول المكتشفين، كبرنا حتى الاهتراء، حتى آخر رشفة من الكأس. أحدنا يحصد الوقت عن أرصفة الأيام، والآخر بعيد في زنزانة على شكل غرفة، يأتي بالوقت ليسكنه أخطاءه ويشدّ حزام الملل على الخاصرة. غريب أن نقترف الحب على مقعد متهالك، كمن يقرأ الصحف الصباحية. نفكك خيوط الضوء لنملأ مربعات الانتظار، ثمّة حقيقة عالقة، لسنا قادرين على ابتلاعها.

في داخلي مدينة تضج بالزحام، والقلب يختنق. هزيلة من كثرة الحزن، أترنّح كجبل مستوحد، أعوم في مستنقع كطحالب فقيرة من دون دفء، تحرسني قوافل العتمة. مساءً أخبرتني أنك توقفت عن كونِك أنت، فصمتّ، وتركت روحي تتسرب عبر ممرات الذاكرة الوعرة، وفي الصباح ألصقت وجهك بالشمس ثم جلست أتنشق رائحة الاحتراق. أنا عابرة كحلم انتهى، أملأ ثقوبي بتفاصيل نادمة.

حياة لم يخدشها شيء، قلم، قصيدة، عنوان، رجل على شكل إله، وامرأة يبهرها كل ما فيه. اليوم أصبحت علبة فارغة: هل تحبّ لون شعري، طلاء أظافري، فستاني المشقوق عن الصدر، جسدي الذي أصبح نحيلاً؟ أصبحتُ مخملية، أهتم برائحة عطرك والقميص الذي ترتديه. أردت تنورة مثيرة تفضح الوركين وأحمر شفاه.

حياة كخطى مسرعة، كعاصمة متأهبة. لا تلتفت إلى حب سقط في أحد شوارعها ولم ينتبه أحد إليه.


هناك 5 تعليقات:

  1. رائعة
    فيني اسرق هاي:
    يأتي بالوقت ليسكنه أخطاءه ويشدّ حزام الملل على الخاصرة

    ردحذف
  2. اكيد يا باسكال
    شكراً على تشجيعك الدائم

    ردحذف
  3. تشبهين كل اشهر السنة وفصولها
    لأنك كالطبيهة غامضة حزينة ثائرة ووحيدة

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. تشبهين كل اشهر السنة وفصولها
    http://www.arabcol.us/arabc550/

    ردحذف