01‏/05‏/2010

قطعة مرصوفة بوحشية هي الوحدة



طقــوس

نشتاق، نغلق النافذة على ألف انتظار، نترك الرغبة خارجاً،
نرسم مائدة عشاء لشخصين، والكأس الثاني فيه صوت حب،
ندير أسطوانة تنزف حنيناً ونفتح الهاتف على ألف احتمال.

نشتاق، نحنّط الجسد، نعلّق الرغبة حتى آخر قطرة،
نرتب الأيام فوق الرفوف، نرسم وجه طفل لم يشهد مجزرة،
نعلّب الشهوة، نخبّئها تحت الأظافر، ونغفو...


مساءات

-1-
أسقي صورتك بانتظار سيدة راقية.
قبلة المسافات لم تعتل الرجل الشاهق،
ثمة أكثر من وقت يفصلنا..
قطعة مرصوفة بوحشية هي الوحدة.

-2-
لا أملك سرّ عينيك
لكنني التمست من الحب
ما يكفي لأصل إلى علوٍ
وألعن شمساً غمرتها بالوحل طويلاً.

-3-
يجيء المساء على شكل وهم
له رائحة الضجر المجوّف.
أكشط الوحدة عن بشرتي،
أضع رأسي بجانبي وأتمدد.

-4-
أختصر حالاتي المسائية:
امرأة- وحدة- حزن
قبلة مجوّفة وبحر من الانتظار.

 -5-
صدئتُ وأنتَ في البعيد،
احتسِ الأيامَ بسرعة وعدْ.
____________________
كاتبة من لبنان

اللوحة للفنان الأمريكي Franz Kline
*****
خاص بأوكسجين

هناك 5 تعليقات:

  1. وما ابشع الوحدة. خاصةعندما نغلق على انفسنا بعلبة الانتظار لكي يعلوها غبار الضجر..

    علّه يأتي قريباً فيزيل الغبار ويفتح العلبة..

    قصيدة جميله من حسن حظي انني قرأتهااول شئ في الصباح مع فنجان قهوتي الذي اصبح الذ.

    ردحذف
  2. نشتهي قصائد كهذه، فيها تفاصيل امرأةٍ امرأة حتى أطراف أصابعها و اطراف هدبيها، امرأة امرأة في أرقها و وجعها و حبها...امرأة امرأة تهز مهد المساء و تشد حبلا على خاصرة القمر فينزل الى شباكها...كم شهي تفاح وجعك، كم شهية قصيدتك.

    ردحذف
  3. كلماتك للقراءة طقوس عبادة
    ومساءاتك للذاكرة كتابة الوجع بأبهى صوره

    عظيم من يحيك من ألمه قصيدة رائعة تتحدّى النسيان

    ردحذف
  4. أصدقائي في الألم

    مروركم يسيل في القلب كالحياة

    شكراً لكم

    ردحذف
  5. Reading your poems is like watching a painting of Dali

    ردحذف