
صوت ناي يتهادى بنغمات تسرق الإحساس من الحاضرين، في الزاوية جلس رجل بين مجموعة من الأواني النحاسية يطرق عليها بموهبة وفن محدثاً أنغاماً تتساقط كمطر خفيف... في وسط المسرح جلست هي... سيدةٌ أنيقةٌ بكل ما تحمله من هدوء في ملامحها، إلى جانبها باقة من الورد قُدمت لها عند الاستقبال ومجموعة من الأوراق حملت قصائد تنتظر اللحن أن يأتيها لتبدع بالكلمات.
معالي وزير الثقافة تمام سلام، رئيسة ديوان أهل القلم السيدة سلوى الخليل رئيس "جمعية إنماء الجميزة" النقيب جوزيف رعيدي، وديع الصافي، هبة القواس، جاهدة وهبي، أدباء، شعراء وشخصيات فنية وثقافية، متذوقون للشعر جلسوا ينتظرون الشاعرة ندى الحاج لتقدّم أمسيتها الشعرية على إيقاعات موسيقية مرتجلة من عازف الناي نبيل مروة والممثل رفعت طربيه الذي شاركها في القراءات الشعرية مساء الخميس 25 حزيران 2009 ضمن مهرجانات بيروت السياحية التي نُظمت على درج الفن في منطقة الجميزة.
إلقاء ساحر قدمت فيه الشاعرة "سِفر الحب" بكل ما فيه من بوح ينساب بشفافية ليعبر إلى الداخل عميقاً ويخترق الحواس كما الموسيقى التي ترافقه. كان طربيه الصدى العميق الذي يعيد من ورائها الكلمات نفسها، بصوت يعلو فوق الموسيقى يردد ما كانت تهمس. سافرت حيث الريح وهو يطرق على آنيّته، كوكبها خاص يصغي إلى نبضات قلبها. امرأة تولد من موجة ترتمي على أخرى، تكتب فصول حياتها على ورق الصفصاف.
"من يعرف متى يحين الوقت لنذرف الدمعة الأخيرة؟ " بكل هذا الوجع سألت الشاعرة الحاضرين، لا شيء يحتلها غير الحب ولا يهمّها سوى أن تلبس العاصفة عطراً. جثا بقربها واقترب منهما عازف الناي فدخلوا جميعهم في حوار شعري سافر على أهداب الضوء. حتى أن ابنتها شاركتها إلقاء قصيدة عن القمر الذي له وجهها، في هذه اللحظة كانت أماً فخورة بابنة تتقن إلقاء الشعر مثلها، كانت تبتسم والفرحة تحتلّها.
صوت إلهي نبع من الحاضرين، صوت مغنية الأوبرا العالمية "هبة القوّاس" شاركت في هذه الأمسية على طريقتها، غنّت مقاطع من قصائد الشاعرة وعلت بصوتها الملائكي لتذهل الجميع "اخترتُ الموج من ألف بحر \ والمطر من ألف نبع \ والدمع من ألف ماء ... "
حالات عدة فرضت نفسها تلك الليلة، حالات شعرية تعلو مع كل دعوة وتخفت كما القناديل في قصائدها. النار، الحب، هو، ضحكته، العطش، الاكتفاء، الظل، الله... معزولة عن ذاتها ألقت كل هذا، لم تنس الأطفال وبلادها حيث مر المسيح، حيث الأطفال رحلوا في الحرب ليكونوا ملائكة جدد "سيخترع الله اسماً جديداً لهم ومساحة لم يخلقها من قبل"، بغضب كانت تودّعهم وصوت الأجراس يقرع..
امتلكت حواس الجميع، كأن هناك ما لا يحتمل أن يُغفل عنه، بعد كل قصيدة كان يعلو التصفيق وهي تبتسم بخجل. ندى الحاج هذه الليلة كانت امرأة الحب الذي سكن في كل قصيدة، صاحبة إلقاء وكلمة اخترقا الذات عميقاً تاركين باقة من الحنين المتوهج.
http://www.nowlebanon.com/arabic/NewsArchiveDetails.aspx?ID=104118#

إلقاء ساحر قدمت فيه الشاعرة "سِفر الحب" بكل ما فيه من بوح ينساب بشفافية ليعبر إلى الداخل عميقاً ويخترق الحواس كما الموسيقى التي ترافقه. كان طربيه الصدى العميق الذي يعيد من ورائها الكلمات نفسها، بصوت يعلو فوق الموسيقى يردد ما كانت تهمس. سافرت حيث الريح وهو يطرق على آنيّته، كوكبها خاص يصغي إلى نبضات قلبها. امرأة تولد من موجة ترتمي على أخرى، تكتب فصول حياتها على ورق الصفصاف.
"من يعرف متى يحين الوقت لنذرف الدمعة الأخيرة؟ " بكل هذا الوجع سألت الشاعرة الحاضرين، لا شيء يحتلها غير الحب ولا يهمّها سوى أن تلبس العاصفة عطراً. جثا بقربها واقترب منهما عازف الناي فدخلوا جميعهم في حوار شعري سافر على أهداب الضوء. حتى أن ابنتها شاركتها إلقاء قصيدة عن القمر الذي له وجهها، في هذه اللحظة كانت أماً فخورة بابنة تتقن إلقاء الشعر مثلها، كانت تبتسم والفرحة تحتلّها.
صوت إلهي نبع من الحاضرين، صوت مغنية الأوبرا العالمية "هبة القوّاس" شاركت في هذه الأمسية على طريقتها، غنّت مقاطع من قصائد الشاعرة وعلت بصوتها الملائكي لتذهل الجميع "اخترتُ الموج من ألف بحر \ والمطر من ألف نبع \ والدمع من ألف ماء ... "
حالات عدة فرضت نفسها تلك الليلة، حالات شعرية تعلو مع كل دعوة وتخفت كما القناديل في قصائدها. النار، الحب، هو، ضحكته، العطش، الاكتفاء، الظل، الله... معزولة عن ذاتها ألقت كل هذا، لم تنس الأطفال وبلادها حيث مر المسيح، حيث الأطفال رحلوا في الحرب ليكونوا ملائكة جدد "سيخترع الله اسماً جديداً لهم ومساحة لم يخلقها من قبل"، بغضب كانت تودّعهم وصوت الأجراس يقرع..
امتلكت حواس الجميع، كأن هناك ما لا يحتمل أن يُغفل عنه، بعد كل قصيدة كان يعلو التصفيق وهي تبتسم بخجل. ندى الحاج هذه الليلة كانت امرأة الحب الذي سكن في كل قصيدة، صاحبة إلقاء وكلمة اخترقا الذات عميقاً تاركين باقة من الحنين المتوهج.
http://www.nowlebanon.com/arabic/NewsArchiveDetails.aspx?ID=104118#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق